تاريخ الحشرات
الحشرات من أول الحيوانات التي ظهرت فوق سطح الأرض منذ حوالي 435 مليون سنة وهي بهذا تعتبر أولى الحيوانات الطائرة فقد ظهرت قبل الصوريات المجنحة (الديناصورات الطائرة) بحوالي 204 مليون سنة. إن علاقة الحشرات بالمجموعات الأخرى من الحيوانات تبقى غير واضحة، وقد كانت تصنّف عادة بأنها من أقارب الديدان الألفية و المئوية، إلا أن بعض الأدلة أظهرت مؤخرا أنها أقرب إلى القشريات من طائفة كثيرة الأرجل ( أم أربع و أربعين و أقرباؤها ) حيث تتشارك معها في سلف مشترك، و بذلك يمكن القول أنه وفقا لهذه النظرية فإن الحشرات بالإضافة للأنواع المختلفة من القشريات تشكل فرعا حيويّا.
يُخطئ الكثير من العامّة إجمالا حيث يعتقدون أن بعض أنواع المفصليات الأخرى من شاكلة الديدان المئوية، الديدان الألفية، العناكب، و العقارب هي من الحشرات بما أن شكل جسدها الخارجي متشابه، فجميعها تمتلك هيكل خارجي ملتحم ببعضه ( و كذلك الحال بالنسبة للأنواع الأخرى من المفصليات )، إلا أنه عند فحصها عن قرب تظهر علامات الإختلاف الواضحة و أبرزها أن هذه الأنواع لا تمتلك ستة أرجل كما الحشرات البالغة. إن تاريخ سلالات المفصليات لا يزال حتى اليوم موضوع جدل و نقاش بين العلماء.
إن أقدم المستحثات الواضح أنها تعود لحشرة تمّ العثور عليها في ترسبات تعود للعصر الديفوني، وقد بلغ عمر هذا الأحفور 396 مليون سنة وقد أطلق عليه اسم "حجر صوّان رايني"[8] تيمنا بقرية رايني الاسكوتلندية التي عثر عليه بالقرب منها؛ و تُعرف الحشرة التي وجدت به بالإسم اللاتيني "Rhyniognatha hirsti". و كانت هذه الفصيلة من الحشرات تمتلك فكا سفليا ذا قسمين، وهي ظاهرة تظهر عند الحشرات المجنحة مما يفترض بأن الأجنحة عند الحشرات كانت قد تطورت و ظهرت في تلك الفترة، وهذا يعني أن الحشرات المجنحة ظهرت قبل ذلك بفترة على الأرجح، أي في العصر السيلوري[9].
إن أصل تطوّر مقدرة الطيران عند الحشرات لا تزال غامضة، بما أن أقدم الحشرات المجنحة المعروفة حاليا يظهر بأنها كانت طيّارة ماهرة مما يعني أن الطيران تطوّر قبل ذلك بفترة طويلة. كان البعض من فصائل الحشرات المنقرضة يمتلك زوجا إيضافيا من الجنيحات المتصلة بالقسم الأول من الصدر، مما كان يجعل عدد أزواج أجنحتها ثلاثة، وحتى اليوم ليس هناك من دليل يدعم القول بأن الحشرات كانت مجموعة ناجحة من الحيوانات قبل أن تتطوّر و تظهر أجنحتها.
كانت رتب الحشرات المختلفة في أواخر العصر الفحمي و العصر البرمي تضم العديد من الرتب التي لا تزال حيّة اليوم بالإضافة للعديد من الأشكال البائدة، و خلال هذه الفترة كان لبعض الأشكال الشبيهة باليعسوب باع جناحين يصل لما بين 55 و 70 سنتيمترا ( 22 - 28 إنشا ) مما يجعلها أكبر من أي فصيلة حشرات اليوم. يُفترض أن هذه الضخامة في الحجم تُعزى إلى نسبة الأكسجين المرتفعة في الجو التي سمحت بزيادة فعالية التنفس مقارنة باليوم؛ و يُعتقد أن عدم وجود أنواع أخرى من اللافقاريات الطائرة كان سببا أخر سمح لهذه الحشرات بالنمو و الإزدهار.
تطوّرت معظم رتب الحشرات الحاليّة خلال العصر البرمي الذي بدأ منذ حوالي 270 مليون عام، وقد إنقرض العديد من المجموعات الأولى من الحشرات خلال حدث الإنقراض في العصرين البرمي - الثلاثي، وهو أضخم إنقراض جماعي حدث بتاريخ الأرض، منذ حوالي 252 مليون سنة.
وقد ظهرت رتبة غشائيات الأجنحة، الناجحة بشكل ملحوظ، خلال العصر الطباشيري و لكنها تنوّعت بهذا الشكل منذ فترة قصيرة نسبيا بالنسبة لعمر الأرض، خلال حقبة السينوزوي. وقد تطور عدد أخر من مجموعات الحشرات الناجحة بالتزامن مع تطور النباتات المزهرة، و تعتبر هذه صورة واضحة عن التطور المتشارك أي عندما يتطوّر مخلوق حي بعد أن يتطوّر مخلوق أخر يعتمد عليه في بقائه.
تطوّر الكثير من أجناس الحشرات الحاليّة خلال حقبة السينوزوي، و كثيرا ما يُعثر على فصائل من هذه الفترة محفوظة بشكل جيّد في عينات متحجرة من العنبر، و يبلغ من مدى جودة هذه العينات أنه يمكن مقارنتها مع الفصائل الحالية. و تسمّى دراسة الحشرات المتحجرة "علم الحشرات القديمة" ( بالإنكليزية: paleoentomology = باليو إنتيمولوجي ).
[عدل] التطور المتشارك
كانت الحشرات من أوائل العواشب الأرضيّة التي إقتاتت على النبات، وقد لعبت بهذا دورا في النشوء النوعي لبعض الفصائل. فقد طوّرت النباتات بعض وسائل الدفاع الكيميائية لتحمي نفسها من الحشرات، و بدورها قامت الحشرات بتطوير آليات معينة كي لا تتأثر بسموم النبات، فالكثير من الحشرات يستخدم هذه السموم ليحمي نفسه من مفترسيه، و مثل هذه الحشرات يعلن عن سميّته بواسطة ألوان تحذيرية، كما و لجأت بعض الحشرات إلى النباتات لتحمي نفسها بطريقة مختلفة حيث تطوّرت لتشبه أوراق الزهور أو الأشجار أو حتى الأغصان كي تحمي نفسها من الضواري، و يُعرف هذا الأسلوب باسم "أسلوب التقليد" أو "التشبّه". أدّت هذه العلاقة بين النباتات و الحشرات إلى تطوّر فصائل متعددة و معقدة بشكل متشارك. و تعتبر بعض العلاقات بين النبات و الحشرات مفيدة لكلا الطرفين ( مثل التلقيح حيث تُلقّح النبتة و تأخذ الحشرة كفايتها من الغذاء )، وقد أدى التطور المتشارك إلى ظهور بعض التكافلات التبادلية الخاصة جدّا في هكذا علاقة.
[عدل] التصنيف العلمي
كان التصنيف العلمي الأساسي يعتبر بأن تحت شعبة سداسيات الأرجل تتألف من أربع مجموعات رئيسيّة هي: الحشرات، قفازة الذيل، السمك الفضي ذي الشوكتين، و مخروطية الرأس، حيث كانت المجموعات الثلاثة الأخيرة تُصنف على أنها تنتمي لمجموعة "داخلية الفك" ( باللاتينية: Entognatha ) نظرا لأن أجزاء فمها داخليّة. وقد تغيّر هذا التصنيف بشكل كبير خصوصا بعد تقدّم طرق دراسة تطوّر الحيوانات حيث أصبح بالإمكان تحديد أسلافها بشكل أكثر دقة، بالإضافة لتطور الدراسات في علم الوراثة. وقد ظهرت إحدى النظريات مؤخرا التي تفترض أن سداسيات الأرجل متعددة الأعراق، حيث يظهر أن مجموعة داخلية الفك تمتلك مسارا تطوريّا مختلفا عن ذاك الخاص بالحشرات.
قسم خارجيات الأجنحة التطور ( باللاتينية: exopterygote ) من حديثات الأجنحة ( باللاتينية: Neoptera ) يمكن تقسيمه إلى مفصليات الأجنحة ( باللاتينية: Orthopteroida ) و نصفيات الأجنحة ( باللاتينية Hemipteroida )، كما يمكن أن تُسمّى جناحيات خارجية عليا و جناحيات خارجية دنيا. يوجد حوالي 5,000 نوع ضمن رتبة الرعاشات ( باللاتينية: Odonata = أودوناتا )، و 2,000 نوع من السراعيف، و 20,000 نوع من الجنادب و أقرباؤها، 170,000 من الفراشات و العث و 120,000 من الذباب و 82,000 من البق حقيقي و 360,000 نوع خنافس، و 110,000 من النحل و النمل.
و بما أن معظم التصنيفات العلمية القديمة للشعب المختلفة قد ظهرت الآن بانها متعددة العرق في الواقع، فإنه من الأفضل عند تصنيف الحشرات تجنب استعمال كلمات مثل: طائفة، فوق رتبة، و تحت رتبة، و التركيز على الصفوف عوضا عن ذلك. تمثل القائمة التالية أفضل التجميعات العلميّة للحشرات التي تم الإتفاق عليها.
علامة † تفيد بأن هذه الشعبة منقرضة.
ذبابة زجاجية خضراءتحت صف: اللاجناحيات Apterygota
الرتب
أركايوغناثا Archaeognatha ( هلبيّة الذيل )
ثيسانورا Thysanura ( السمك الفضي )
مونورا Monura †
تحت صف: الجناحيات Pterygota
ما تحت الصف: "قديمات الأجنحة Paleoptera " ( شبه عرق )
الرتب
جناحيات اليوم الواحد Ephemeroptera ( ذباب أيار أو ذباب مايو )
ذبابة مايو أو ذبابة أياربالايوديكتوبتيرا Palaeodictyoptera - †
ميغاسيكوبتيرا Megasecoptera - †
أركودوناتا Archodonata - †
ديافانوبتيروديا Diaphanopterodea - †
بروتودوناتا Protodonata - †
يعسوب أبو مقص الأزرقالرعاشات Odonata ( اليعسوب أو السرمان أو الرعاش، و ذباب الآنسة أو اليعسوب النحيل )
ما تحت الصف: جديدات الأجنحة Neoptera
فوق رتبة: جناحيات خارجية التطور Exopterygota
الرتب
كالونيوروديا Caloneurodea - †
تيتانوبتيرا Titanoptera - †
بروتورتوبتيرا Protorthoptera - †
متعددات جديدات الأجنحة Polyneopter
غريلوبلاتوديا Grylloblattodea ( زاحفات الجليد )
مانتوفاسماتوديا Mantophasmatodea ( المجالدات )
بليكوبتيرا Plecoptera ( ذباب الحجر )
إيمبيوبتيرا Embioptera ( ناسجات الشبك )
زورابتيرا Zoraptera ( حشرات ملائكية )
ديرمابتيرا Dermaptera ( أبو مقص )
أورثوبتيرويديا Orthopteroidea
أورثوبتيرا Orthoptera (الجندب، الجراد، الجداجد )
فاسماتوديا Phasmatodea ( حشرات عصوية )
ديكتيوبتيرا Dictyoptera
بلاتوديا Blattodea ( الصراصير )
إيزوبتيرا Isoptera ( النمل الأبيض )
سرعوف صينيمانتوديا Mantodea ( السراعيف أو أفراس النبي )
شبه جديدات الأجنحة Paraneoptera
بسوكوبتيرا Psocoptera ( قمل الكتب و قمل اللحاء )
ثيسانوبتيرا Thysanoptera ( ماصّات النسغ )
فثيرابتيرا Phthiraptera ( قمل )
هيميبتيرا Hemiptera ( البق الحقيقي )
فوق رتبة: جناحيات داخلية التطور Endopterygota
الرتب
غشائيات الأجنحة Hymenoptera ( النمل، النحل، الزنابير، و الدبابير)
زنبور السترة الصفراءمحميات الأجنحة Coleoptera ( الخنافس )
مفتولات الأجنحة Strepsiptera ( طفيليات مفتولة الأجنحة )
عصبيات الأجنحة Neuropteroidea
رافيديوبتيرا Raphidioptera ( ذباب أفعواني )
كبيرات الأجنحة Megaloptera ( ذبابة ألدر )
شبكيات الأجنحة Neuroptera
ميكوبتيرويديا Mecopteroidea
طويلات الأجنحة Mecoptera ( ذباب العقرب، الذباب المتدلّي )
براغيث Siphonaptera ( برغوث )
ثنائيات الأجنحة Diptera ( الذباب الحقيقي )
ذبابة حوّامة على ثمار عنب بريثنائيات أجنحة بدئية Protodiptera †
أمفيسمينوبتيرا Amphiesmenoptera
مشعرات الأجنحة Trichoptera ( ذبابة كاديس )
قشريات الأجنحة Lepidoptera ( الفراشات، العث، و الخنافس المطقطقة )
غلوسيليتروديا Glosselytrodea †
ميوموبتيرا †Miomoptera
يمكن تقسيم الحشرات إلى مجموعتين كان كل منهما في الماضي يعتبر أنه تحت طائفة، و هاتان المجموعتان هما: اللاجناحيات ( باللاتينية: Apterygota ) و الجناحيات ( باللاتينية: Pterygota ). تتألف مجموعة عديمة الأجنحة من رتبتين بدائيتين هما هلبيّة الذيل ( باللاتينية: Archaeognatha ) و السمك الفضي ( باللاتينية: Thysanura ). تشكّل هلبيّة الذيل مجموعة "أحادية اللقمة" ( نتوء خارجي من المفصل )، بينما تعتبر الأسماك الفضية و الحشرات المجنحة "ثنائية اللقمة". إلا أن إعتبار السمك الفضي من المجموعة الثانية ليس سوى مجرّد إفتراض، إذ أن هناك مجموعة أخرى تعتبر مجموعة "شقيقة" للأسماك الفضيّة و تنتمي لثنائية اللقمة، مما يُفيد بأن السمك الفضي المماثل لهذه المجموعة قد يشاركها هذه الصفات، و تسمّى تلك المجموعة باللاتينية: Lepidotrichidae.
تتألف مجموعة الجناحيات من رتبتين أساسيتين هما: جديدات الأجنحة ( باللاتينية: Neoptera ) و قديمات الأجنحة ( باللاتينية: Paleoptera )، و يُفرّق بينهما عن طريق أن المجموعة الأولى تمتلك أغشية صلبة و جهاز عضلي يسمح بطيّ الأجنحة بشكل مسطح فوق البطن. و يمكن تقسيم جديدات الأجنحة أيضا إلى مجموعتين هما نصف إستقلابية الدم ( متعددات جديدات الأجنحة و شبه جديدات الأجنحة ) و كاملة إستقلاب الدم، وقد أُثبت أن توضيح أي علاقة رتبويّة بداخل مجموعة المتعددات جديدات الأجنحة. وقد تمّ إقتراح دمج بعض المجموعات مع بعضها[10] نظرا لاعتقاد بعض العلماء أنها تشكل مجموعة واحدة كما في حالة مجموعة الحشرات العصوية و السراعيف[11]، حيث أقتُرح أن يدمج كل منهما مع مجموعة أخرى، كما وقد تمّ دمج بعض المجموعات فعلا بعد أن أظهرت الدراسات الجينية الحديثة مدى قربها من بعضها، وقد أدى ذلك إلى وضع تصنيف جديد لتلك المجموعة[12].
[عدل] أنواع الحشرات
وجد علماء الحشرات أن عدد الحشرات في الميل المربع يعادل عدد الإنسان فوق الأرض حيث يوجد ملايين الأنواع منها، ويكتشفون سنويا من 7 إلى 10 آلاف نوع جديد. و يقدر بعض العلماء الأعداد التي لم تكتشف منها حتى الآن حوالي 10 ملايين نوع حيث يصادفون منها كل عام حشرات جديدة مدهشة.
المواصفات المشتركة لشعبة المفصليات.تنتمي الحشرات إلى شعبة المفصليات لأن لها:
أرجل مفصلية.
غطاء خارجي صلب.
جسم مقسم إلى حلقات
و تضم شعبة المفصليات بالإضافة للحشرات :
القشريات: كالقريدس ( الجمبري ) و الكركند و السرطان ( السلطعون ).
العنكبوتيات: كالعناكب والعقارب و القمل، و كلها لا تعتبر حشرات لأن لها 8 أرجل وجسمها مقسم إلى جزئين و ليس ثلاثة كما في الحشرات، و الكثير من الناس يُخطئون و يعتبرون أن هذه المخلوقات هي في الواقع حشرات و ذلك عائد للشبه الكبير بينها و لأنها تمتلك بعض الخصائص و المواصفات المشتركة.
و نظراً للأعداد الكبيرة المتضمنة و الرتب الكثيرة المختلفة التي تصنف بها هذه الحشود من الحشرات، ففي العادة يتم وصف بعض المجموعات الهامة الكبيرة منها، وهذه المجموعات هي:
[عدل] الخنافس
خنفسة الجعران أو خنفساء الروثتشكل الخنافس أكبر مجموعة من الحشرات بما يقارب 300 ألف نوع مختلف، و يمكن مقارنتها مع الحيوانات الفقارية كالأسماك و البرمائيات و الزواحف و الطيور و الثدييات التي يبلغ مجموعها فقط 43,000 نوع. و أكثر الصفات الملحوظة في الخنافس هي زوج الأغشية الجناحية الذي تطور من الزوج الأول من الأجنحة، و لا تقوم هذه الأكياس الجناحية مقام الزوج الثاني الرقيق فقط و إنما تعمل أيضا على حماية غالبية البطن[13]. تعتبر الخنافس أنجح الكائنات على سطح الأرض لأنها تتلاءم مع أي بيئة، فالبعض منها له القدرة على امتصاص الرطوبة من الجو بواسطة أجنحتها لتحتفظ بمياهها مما يجعلها تسير في الصحراء حيث الرطوبة نادرة .وبعضها يمكنه العيش تحت الماء لأنها تخزن الهواء بأجنحتها. و يوجد أنواع من الخنافس التي تعيش على روث البهائم أو أجزاء معينة من النباتات والحيوانات الميتة، و بالإجمال يمكن القول أن الأنواع المختلفة من الخنافس تتغذى على كل مادة غذائية يمكن تصورها. و لهذا فليس مستغربا أن توجد الخنافس في شتى أنحاء العالم وفي معظم نماذج المساكن نظرا لتنوع غذائها. و بعض الخنافس قرون الاستشعار عندها أطول من جسمها. ومعظم الخنافس إما سوداء أو بنيّة اللون و كثير منها لونه أحمر أو أزرق أو أخضر أو خليط من الألوان.
الدعسوقةومن أشهر أنواع الخنافس الدعسوقة التي تتواجد في كل قارة مأهولة و تشكل مجموعة هامة جدا من الضواري. و تُقدّر هذه الحشرات لإتلافها المن و السوس الذي يضر بالمزروعات، فهي تفترسها بكميات هائلة، وقد أصبحت تربى في المزارع خاصة لتباع إلى أصحاب البساتين الذين يقدّرون مساعدتها في القضاء على الحشرات المؤذية لمحاصيلهم. وقد بلغ من شدة تقدير البشر لهذه الحشرات أن قامت حكومات بعض الدول بإطلاق سراح العديد منها في الأراضي الزراعية، كما فعلت الولايات المتحدة عندما أطلقت عدة ملايين منها في مزارع البرتقال في ولاية كاليفورنيا[14].
الخنفساء العملاقة أو خنفساء جالوتتضّم رتبة الخنافس إحدى أكبر أنواع الحشرات الحاليّة، و تُعرف الخنافس الكبيرة الحجم باسم الجعل في اللغة العربية. و خنافس الجعل مشهورة بألوانها الرائعة و حجمها الكبير و مساعدتها القيمة في طمر الروث، حيث تطمره بعد أن تعالجه ليصبح بشكل كرات ليكون مخزونا غذائيا لصغارها، وهذا العمل أيضا يساعد على إخصاب التربة بوضوح. و أكبر الخنافس في العالم هي الخنافس العملاقة أو خنافس جالوت الإفريقية التي قد يصل طولها إلى 10 سننتيمترات، و يليها في الضخامة خنافس الكركدن الغريبة الشكل التي قد ينمو قرنها الأمامي ليصبح طوله 5 سنتميترات[15].
[عدل] الفراش و العث
من الصعب تحديد الإختلاف الدقيق بين العث و الفراشات، إلا أنه يمكن التفرقة بينهما عن طريق فترة نشاطها و بعض مظاهرها، فمعظم العث يظهر ليلا و لها قرون إستشعار ريشيّة و تثني أجنحتها أفقيا على ظهرها؛ بينما تطير معظم الفراشات نهارا و لها قرون إستشعار ذات نهايات منتفخة و تثني أجنحتها شاقوليا على ظهرها. وهذه النقاط عامة جدا و يمكن إيجاد إستثناءات بالنسبة لهذه الصفات الثلاث[16].
[عدل] الذباب الحقيقي
الذبابة الزجاجية الخضراء، فصيلة حشرات تعتبر طفيليّةيمكن تمييز هذه المجموعة الكبيرة و الهامة من جميع الحشرات الأخرى حيث أن لها زوجا واحدا من الأجنحة، أما الزوج الثاني فقد تضائل ليصبح جهاز توازن شبيه بالعصا. و يعتبر البعوض بفصائله المختلفة من أشهر أعضاء هذه المجموعة، وهو مشهور بعضته المؤلمة و المثيرة للحساسية، و يختص ذكر البعوض بالتغذي على رشف النباتات و الرحيق، و هكذا فإن الإناث وحدها هي التي تمتص دماء الحيوانات. و بالرغم من أن عضّة البعوض ليست مزعجة و أن الجرح بحد ذاته ليس خطيرا، إلا أن الخطر يكمن في إمكانية تأثر الضحية بمرض ما عندما تحقن البعوضة لعابها فيه؛ فالحمى الصفراء و الملاريا معروفتان بشدة الخطورة و تنتقل أعراضهما عن طريق عضة البعوضة[17].
أما ذباب المنزل و أقرباؤه، فتتغذى على سلسلة واسعة من غذاء الإنسان و المواد التالفة. فاليرقات و العذراوات منها، و بعكس يساريع الفراشات، ليس لها عضلات و نظرا لعدم تميزها في التغذي على الروث و الجيفة و طعام الإنسان، فإن ذباب المنزل ينشر أمراضا بنقل البكتيريا إما بجزء فمها الخاص بالمسح أو بأرجلها. ومن أقارب ذباب المنزل التي تسبب إزعاجا للإنسان الذباب الزجاجي الأخضر الذي يعتبر آفة زراعية، و الذباب الزجاجي الأزرق الذي يسبب حساسية لجلد الإنسان عندما يهبط عليه، و ذبابة تسي تسي التي تنقل مرض النوم عندما تعض أي مخلوق[18].
[عدل] الدبابير، الزنابير، النحل، و النمل
نحلة العسل الأوروبيةهذه مجموعة كبيرة من الحشرات، تعيش معظمها في مستعمرات حيث تعمل جميعها لفائدتها المتبادلة، فمستعمرة نحل العسل تركز حول الملكة الكبيرة التي تكون مسؤولة عن وضع البيض، بينما تكون وظيفة الذكور هي تلقيح بيوض الملكة، بينما تنفذ بقية المهام الإناث العقيمة المجهدة وهي العاملات[19]. و للنمل مستعمرات مشابهة معقدة، غالبا ما تكون أفرادها مختصة؛ و هناك مستعمرات نمل وحشية في بعض أجزاء العالم تتنقل بشكل دائم من مكان إلى أخر، و مثال ذلك نمل الجيوش في أميركا الجنوبية و نمل السفاري في إفريقيا، وهي ضروب لواحم متوحشة تهاجم أي حيوان حي تصادفه في طريقها. و يبني النمل أعشاشه تحت الأرض غالبا وفي الأشجار اليابسة، و يستخدم البعض منها شكلا خاصا من الشمع لبناء خليته؛ كما و تستخدم بعض الزنابير أعشاشا هشة من الخشب الممضوغ، و تبدو المادة الناتجة كأوراق خشنة جافة[20].
[عدل] القمل و البراغيث
جندبالبراغيث و القمل طفيليات تعيش على الجزء الخارجي من جسد مضيفها، و كلا النوعين عديم الأجنحة و تصيب الثدييات و الطيور على نحو رئيسي. و تنزع البراغيث للتطفل على الطيور التي تعشش في فتحات الشجر من شاكلة النقارات و البوقير، وعلى الثدييات التي تعيش في الحفر و الأوكار، و الإنسان هو أحد الكائنات الرئيسية القليلة التي تعاني من إصابة البراغيث، و المشكلة في هذا المضمار ليست مجرّد الحساسية الذي تسببه و امتصاص الدم و لكن إمكانية إصابة المضيف بمرض ما. فوباء الطاعون أو الموت الأسود الذي إنتشر في أوروبة خلال العصور الوسطى كان قد إنتقل عن طريق البراغيث التي حملتها الجرذان المصابة بالمرض، و التيفوس يظهر في المجتمعات المزدحمة القذرة و يمكن إنتشاره عن طرق القمل[21].
[عدل] الجنادب، الجراد، و الصراصير
هي مجموعة قمّامات و عواشب شرهة غالبا ما تسبب أضرارا للبشر الذين يمقتونها إجمالا. فالجندب و الجدجد حشرات تسكن الحدائق و المروج وهي غالبا لا تسبب ضررا يذكر للإنسان، إلا أن الكثيرين يكرهونها بسبب منظرها المنفر و صوتها ( في حالة الجدجد )، أما الجراد فهي حشرات مؤذية و مخربة، تسبب الكوارث و إتلاف المحاصيل الزراعية. و الصراصير من أشهر أعضاء هذه المجموعة، إذ أنها تتواجد في جميع المناطق التي يقطنها الإنسان، كما و تشاركه مسكنه حيث توجد بداخل و حول المباني السكنية و تأكل النفايات و الأطعمة المخزونة[22].
[عدل] الغذاء
تـأكل الحشرات كميات هائلة من الطعام، وكل ماهو من أصل نباتي أو حيواني هنالك نوع من الحشرات يغتذي به، فهناك حشرات تأكل اللحم و العظام و الدم و الريش و السجاد، كما هنالك حشرات تأكل الخشب و نسغ النبات و الورق و السجائر. وهذا التباين في أنواع الغذاء يتطلّب تفاوتا في شكل أجزاء الفم، وفي هذا المجال يمكن تصنيف الحشرات إلى ماضغات و ماصّات و ماسحات[23].
فالماضغات هي الحشرات التي لها فكان للعض، ولا يختلف شكل الفكين إن كانا لعضّ اللحم أو لعضّ الورق، و عندما تمضغ الحشرة طعامها فإن فكيها يتحركان من جانب لأخر و ليس صعودا و نزولا. و هناك أجزاء فوهية أخرى تساعد في دفع الطعام إلى داخل الفم، ومن الماضغات أيضا خنافس الأرض التي تصطاد صغار الكائنات من التربة فتمزقها بفكيها إربا إربا، كذلك يتصيد اليعسوب الذباب و البعوض في أثناء طيرانه. و تشكل الأزهار و البزور و الأوراق و الجذور طعاما للماضغات آكلة النبات[24].
و الماصات هي الحشرات الأنبوبية الفم و أبرزها البعوض، فالبعوضة الأنثى تمتلك خرطوما تغزّه في جسد مضيفها كي تمتص قليلا من الدماء، كذلك فإن الحشرات التي تغتذي بنسغ النبات لها أجزاء فم ماصّة ذات طرف حاد تغرزه في ساق النبتة. و العث و الفراش هي أيضا من الماصات، و خراطيمها طويلة بالضرورة كي يتسنى مدها داخل الأزهار لبلوغ الرحيق، و حينما لا تستعمل الحشرة خرطومها المصاص فإنها تلفه بشكل مرتب أنيق[25].
و تضم الماسحات من الحشرات الذباب، و الذبابة تقوم عندما تدب فوق مصدر للطعام بمسح جزء فمها عليه، وهي بذلك تظهر و كأنها تلعقه أو تمسحه بلسانها لأن جزء الفم الذي يمس الطعام أشبه بلبدة ليّنة، و تخترق هذا الجزء فتحات دقيقة متعددة تتصل بأقنية الطعام. و لأن الذبابة لا تستطيع "مسح" الطعام الصلب فإنها تفرز فوقه قليلا من السائل ليذيبه، ومن ثم تشفطه إلى أقنية الطعام[26].
[عدل] حركة الحشرات
[عدل] الطيران
يعسوب تاو الزمرّدي أثناء الطيرانالحشرات هي المجموعة الوحيدة من اللافقاريات التي طوّرت القدرة على الطيران، وقد كان موضوع تطوّر أجنحة الحشرات من المواضيع التي أثارت جدلا بين العلماء، فالبعض يفترض بأن الأجنحة ظهرت أولا كطفرة شاذة بينما يرى البعض الأخر أنها لحم متدل معدّل الشكل و الخصائص. وفي العصر الفحمي كان باع الأجنحة لبعض فصائل اليعاسيب العملاقة، المنتمية لجنس الرعاشات العملاقة ( باللاتينية: Meganeura )، يصل إلى 50 سنتيمترا ( 20 إنش )؛ وقد إكتشف العلماء أن وجود الحشرات العملاقة يرتبط بوجود نسبة عالية من الأكسجين في الجو، و ظهر من بعض ألباب عينات الجليد المحفوظة أن نسبة الأكسجين في تلك الفترة كانت تصل إلى 35% وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالنسبة الحالية التي تبلغ 21%، فالجهاز التنفسي لدى الحشرات يتحكم بحجمها و يجعل من المستحيل لها حاليا أن تبلغ هكذا أحجام، أما بحال كانت النسبة أعلى في الجو فإن هذا يسمح لها بأن تنمو لأحجام أكبر[27] . إن أضخم الحشرات الحالية أصغر حجما بكثير من تلك المنقرضة، وهي تضم عدّة فصائل من العث من شاكلة عثة أطلس و الساحرة البيضاء.
إن طيران الحشرات يعتبر موضوعا ذا أهمية كبرى بالنسبة للعلماء في مجال الإيروديناميات، و يعود السبب في ذلك جزئيا إلى أن نظريات الحالة الساكنة غير قادرة على تفسير كيفيّة رفع الحشرات أنفسها في الهواء باستخدام أجنحتها الصغيرة. و بالإضافة للطيران باستخدام الأجنحة، فهناك الكثير من الحشرات الأصغر حجما و العديمة الأجنحة تتنقل باستخدام التيارات الهوائية، ومن هذه الحشرات المن التي غالبا ما تنتقل لمسافات كبيرة باستخدام تيارات هوائية بسيطة[28].
[عدل] المشي
الكثير من الحشرات البالغة يمشي على ستة قوائم وقد طوّر نوعا من المشي على ثلاثة قوائم، و يتيح المشي على ثلاثة المجال للحشرة كي تسير بسرعة أكبر و تبقي نفسها متوازنة دون أن تسقط بنفس الوقت، وقد تمّت دراسة هذا النوع من الحراك بشكل مكثّف لدى الصراصير. تُستعمل القوائم بشكل متبادل، الواحدة تلو الأخرى، و تلمس الأرض بشكل مثلّث؛ وفي الخطوة الأولى تلامس الساق اليمين الوسطى و القائمتين اليساريتين، الأمامية و الخلفية، الأرض و تدفع الحشرة نحو الأمام؛ بينما تُرفع القوائم اليمينية، الأمامية و الخلفية و الوسطى، و تتحرك إلى الأمام نحو موقع جديد. و عندما تطأ تلك القوائم على الأرض يمكن للحشرة عندئذ ان تحرك قوائمها الأخرى إلى الأمام و هكذا دواليك.