هل تظن أن مشاركة الإسلاميين البرلمانية في بلادنا تجربة ناجحة
|
في الإنتخابات البرلمانية لعام 2010 هل تظن ...
أن يتم منع الإسلاميين من الترشح من البداية |
أن يسمح لهم بالترشح ثم يتم إسقاطهم |
أن يسمح لهم بالمشاركة دون تدخل |
|
في حالة الجواب بـ " لا " في السؤال الأول .. هل ذلك بسبب ..
ضعفهم وضعف برامجهم |
تدخل خارجي وداخلي |
لم أختر هذا الخيار |
|
في حالة الإجابة بـ " نعم " في السؤال الأول .. هل تظن ..
أن يستمروا في نجاحهم حتي يتم التغيير المنشود |
أن يتم إسقاطهم في مرحلة من المراحل |
لم أختر هذا الخيار |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وآله وصحبه وبعد
اقتربت إنتخابات مجلس الشعب في بلادنا والتي ستجري في العام 2010 بمشيئة الله تعالي والتي سيعقبها إنتخابات رئاسية ستكون مثيرة لغلبة الظن في أن الرئيس الحالي لن يترشح فيها .. وهذا يعطي السباق إلي البرلمان يجري علي قدم وساق من كافة الأطياف والإتجاهات وبدأت معالم التحالفات تتضح أكثر وأكثر .. فبعض حلفاء الأمس صاروا أعداء اليوم .. وبعض أعداء الأمس صاروا حلفاء اليوم .. والهدف واحد هو كرسي البرلمان ومن وراءه كرسي الرئاسة
ولا يخفي علي احد منا أن بعض من يحسبون علي التيار الإسلامي علي هذا الخط منذ زمن بعيد ولازالوا
فنفتح هذا الموضوع للنقاش حول هذه القضية .. وسيتم خلال ذلك إن شاء الله تعالي عرض بحث لبعض أهل العلم حول تلك المجالس التشريعية وحول حكم الدخول والمشاركة فيها
ونذكر الإخوة والأخوات بالآتي:
التطاول علي أهل العلم خط أحمر لن يتم السماح به
نحن نتكلم عن المجالس التشريعية في بلادنا
الإستدلال بالفتاوي يشترط فيه أن تكون الفتوي بخصوص بلادنا أو بلد لها نفس ظروفها من حيث التيارات والدستور الحاكم فيها
وجزاكم الله خيرا
وتابعونا إن شاء الله تعالي
طبعا رأي الشرع واضح كما بينه الشيخ أحمد النقيب وغيره جزاهم الله خيرا
وحتى بالنسبة للرأي السياسي
فاذا نظرنا للتعديلات الدستورية والالغاء العملي للاشراف القضائي نجد أنه لن يكون هناك من فائدة من دخول الاسلاميين لهذا المجال
وطالما أن عقلية الاسلاميين هي الترشح بعدد قليل و الدخول كأقلية ليس بيدها شيء سوى الاعتراض
فلن ينجحوا في شيء
وربما ستسمح لهم السلطة بالفوز بمقاعد هنا وهناك حتى لا يتحولوا للعمل في الجماهيري في الشارع ويكونوا أكثر خطرا الإنتخابات البرلمانية في الميزان !
نشرة السبيل الصادرة عن الدعوة السلفية عام 1407هـ - 1987 مبين يدي البحث الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وأما بعد
فإنه كلما اقترب موعد الإنتخابات البرلمانية يحتدم الخلاف بين الإتجاهات الإسلامية المختلفة العاملة علي الساحة فبين مؤيد للمشاركة في هذه الإنتخابات من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهر بكلمة الحق وذلك لأنه لاقيام للباطل إلا في غفلة أهل الحق وبين معارض لهذه المشاركة لما تقتضيه من تمييع لبعض قضايا العقيدة كالحاكمية والولاء والبراء وما يستتبع ذلك من تمييع القضية الإسلامية برمتها في نظر الجماهير كل ذلك من أجل بعض المصالح المتوهمة
ونحن من خلال هذه السطور نضع هذه القضية الحساسة في ميزان الشريعة الغراء ونلقي الضوء علي ألادلة التي احتج بها كل من المؤيد والمعارض وفي نهاية البحث نعرض لما نراه أقرب إلي الحق وإلي منهج أهل السنة والجماعة
نسأل المولي عز وجل أن يكون هذا البحث نافعا لأبناء الصحوة الإسلامية حفظها الله وباركها وأن يكون خطوة علي طريق التكامل والتناصح والواجب بين أبناء هذه الصحوة المباركة وأن يكون بداية لعلاقة أفضل بين الإتجاهات الإسلامية المعاصرة
اللهم أمين
يتبع ...
أولا : بديهيات الكل مجمع عليها
التشريع حق خالص من حقوق الله عز وجلوهو من أهم خصائص الربوبية والألوهية فالحلال ماأحله الله تعالي والحرام ماحرمه الله والدين ماشرعه الله والقضاء ماقضاه
وقد بين الله عز وجل هذه المسألة وفصلها وفي مواضع كثيرة من كتابه قال تعالي
"إن الحكم إلا لله؛ أمر ألا تعبدوا إلا إياه" يوسف 40 ،
" ولا يشرك في حكمه أحدا " الكهف 26 ،
" أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا " الأنعام 114 ،
" أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله " الشوري 21
القوانين الوضعية مخالفة للشريعة الإسلامية وكل مايخالف الشريعة فهو باطل قال الله تعالي
"أتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون" الأعراف 3
فأمر الله عز وجل المؤمنين باتباع الشرع المنزل ونهي عن اتباع شرائع البشر المخالفة لشرع الله وقال تعالي
" ثم جعلناك علي شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لايعلمون " الجاثية 18
الحكم بغير ما أنزل الله سبب يوجب غضب الله وينزل مقته وعقابه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبينا الآثار المترتبة علي تحكيم القوانين الوضعية "إذا حكم ولاة الأمر بغير ما أنزل الله وقع بأسهم بينهم وقال صلي الله عليه وسلم
" وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " رواه ابن ماجه وصححه الألباني
وهذا من أعظم أسباب تغير الدول كما جري مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وفي غير زماننا ومن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره فيسلك مسلك من أيده الله ونصره ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه فإن الله عز وجل يقول
" وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[40]الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[41] " الحج
فقد وعد الله بنصر من ينصره ونصره هو نصر كتابه ودينه ورسوله لا بنصر من يحكم بغير ما أزل الله ويتكلم بما لايعلم . أ.هـ مجموع الفتاوي ج 3
النظام قسمان إداري وشرعيأما
الإداري الذي يراد به ضبط الأمور وإتقانها علي وجه غير مخالف للشرع فهذا لامانع منه ولا مخالف فيه من الصحابة فمن بعدهم
وقد عمل عمر رضي الله عنه من ذلك أشياء كثيرة لم تكن موجودة في زمن النبي صلي الله عليه وسلم ككتابته أسماء الجند في ديوان لأجل الضبط ومعرفة من حضر ومن لم يحضر
فالقوانين الإدارية التي توضع لإتقان الأمور علي وجه لايخالف الشرع كتنظيم الموظفين وتنظيم إدارة الأعمال لابأس بها ولا تخرج عن قواعد الشرع ومراعاة المصلحة العامة
أما النظام
الشرعي المخالف لتشريع خالق السماوات والأرض فتحكيمه كفر كدعوي أن تفضيل الذكر علي الأنثي في الميراث ليس بإنصاف وأنه يلزم استواؤهما في الميراث وكدعوي أن تعدد الزوجات ظلم وأن القطع والرجم والجلد أعمال وحشية لايسوغ فعلها بالإنسان ونحو ذلك
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوي ج 3 ص 267 " والإنسان متي حلل الحرام المجمع عليه وحرم الحلال المجمع عليه كان كافرا مرتدا بإتفاق الفقهاء وفي مثل هذا نزل قوله تعالي
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " أي المستحل للحكم لغير ما أنزل الله "
وقال رحمه الله تعالي في موضع آخر " هؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله إذا علموا أنهم بدلوا دين الله فتابعوهم علي التبديل واعتقدوا تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركا وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين واعتقد ماقاله ذلك دون ماقاله الله ورسلوه كان مشركا مثل هؤلاء "
يتبع إن شاء الله بتتمة حول ماورد في البحث في الحكم بغير ما أنزل الله
عن عدي ابن حاتم أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية
" اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " فقلت له إنا لسنا نعبدهم قال أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ماحرم الله فتحلونه فقلت بلي قال فتلك عبادتهم .
قال ابن كثير: وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرموا وقال السدي واستنصحوا الرجال وتركوا كتاب الله وراء ظهورهم لهذا قال تعالي
" وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا " اي الذي إذا حرم الشيء فهو الحرام وإذا حلله فهو الحلال وما شرعه اتبع وما حكم به نفذ
" لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " ( تفسير ابن كثير 2/349)
قال الدكتور ياسر برهامي في فضل الغني الحميد :
من المعلوم أن قضية إفراد الله بالحكم وحده لاشريك له من أهم قضايا العقيدة وركن من أركان التوحيد ومخالفتها من أعظم أسباب الشرك علي ظهر الأرض وقد بينت هذه الأية الكريمة أن الحكم والتشريع والتحليل والتحريم من أخص معاني الربوبية كما سبق بيانها وبين الرسول صلي الله عليه وسلم أن المتابعة علي الحكم عبادة وأن التعبد لله بالتحاكم إلي شرعه توحيد ومخالفة ذلك شرك وككل قضايا العقيدة والتوحيد كثر ذكر هذه المسألة في كتاب الله عز وجل
قال تعالي مبينا أن من اتخذ أحدا مشرعا فقد جعله لله شريكا سواء كانوا أفرادا أو جماعه قال تعالي
" أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " وذم المشركين من قريش أعظم الذم في شأن تشريعات وضعوها من قبل أنفسهم في أمر بعض الزورع والبهائم فقال
" وجعلوا لله مما ذرا من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلي الله وما كان لله فهو يصل إلي شركائهم ساء مايحكمون " إلي قوله تعالي
" ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افتري علي الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لايهدي القوم الظالمين "فانظر كيف حكم الله بظلمهم وشركهم وضلالهم من أجل تشريعات البهائم فكيف بتشريعات البشر في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وأبضاعهم وهم الذين كرمهم الله تعالي ونعوذ بالله من الشرك والخذلان
وقال تعالي
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "عن ابن عمر أن اليهود جاءوا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامراة زنيا فقال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم
( ماتجدون في التوارة في شأن الرجم ؟ فقالوا : فقضحهم ويجلدون قال عبد الله بن سلام : كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده علي آية الرجم فقرأ ماقبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا آية الرجم فقالوا صدق يامحمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلي الله عليه سولم فرجما فرأيت الرجل يحني علي المرأة يقيها الحجارة )سبحان الله إذا كان الله سبحانه قد حكم علي اليهود ومن حذا حذوهم بالكفر من أجل تغيير حكم الرجم إلي الجلد والتحميم وهو نوع عقوبة فكيف بمن يجعل الزنا حرية شخصية إذا كان برضا الطرفين ويري الرجم وأمثاله من أحكام الله كالقطع في السرقة والقصاص والجلد وغيرها شريعة غاب ووحشية منافية لحقوق الإنسان ومن يطالع قانون العقوبات المصري يري أن مافعله اليهود والكافرون وهم سبب تنزيل ألآيات كان أهون بكثير مما يفعله مشرعو زماننا فعلي سبيل المثال :
في قانون العقوبات المصري :
مادة 267 : من واقع أنثي بغير رضاها يعاقب بالأشغال المؤبدة أو المؤقتة
( أي إن كان برضاها فلا يعاقب )مادة 273 : لايجوز محاكمة الزانية إلا بناء علي دعوي زوجها إلا أنه إذا زني الزوج في المسكن المقيم فيه مع زوجته كالمبين في المادة 27 فلا تسمع دعواه عليها
( يعني إذا زنا كل منهما في مسكن الزوجية فلا تصح المطالبة بالمحاكمة )مادة 274 : المرأة المتزوجة التي ثبت زناها يحكم عليها بالسجن لمدة لاتزيد عن سنتين لكن لزوجها أن يوقف تنفيذ هذا الحكم برضائه معاشرتها له كما كانت
مادة 275 :ويعاقب أيضا الزاني بتلك المرأة بنفس العقوبة
مادة 277 :كل زوج زني في منزل الزوجية وثبت عليه هذا الأمر بدعوي الزوجية يجازي بالحبس مدة لاتزيد عن ستة أشهر
( أي إنه إذا كان خارج منزل الزوجية أو لم تطلب محاكمته فليست جريمة )ووالله إني لاأدري ما أقول في هذا الكفر البواح والشرك البين سوي إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل
يتبع إن شاء الله تعالي بكلام رائع للعلامة المحدث أحمد محمد شاكر حول نفس القضية
فانتظرونا